إن المناهج تعني الطرق والسبل التي يعتمد عليها البحث العلمي للوصول إلى النتائج والهدف من البحث، وهذه المناهج يتم تحديدها بناءً على موضوع البحث وطبيعته، وهي تساعد على التنظيم الصحيح والمنطقي للأفكار داخل البحث.


أنواع مناهج البحث العلمي

تم تصنيف مناهج البحث العلمي بمجموعة من الأساليب والطرق والمعايير، التي تعتمد على طبيعة المنهج أو الأسلوب العلمي، وطبيعة الحدث والظاهرة التي تتم دراستها، وفيما يأتي أنواع المناهج العلمية وتوضيح لها:


المنهج التاريخي

يقوم المنهج التاريخي على دراسة الأحداث الماضية والظواهر التي حدثت في الماضي، ولا زالت تحدث في الوقت الحاضر، وذلك من أجل فهم الحاضر والتنبؤ بأحداث المستقبل، ومن أجل تفسير وتحليل البيانات والمعلومات، للوصول للعلاقة بين الظواهر والأحداث التاريخية، من خلال تحديد العلاقات بينها ثم إيجاد القوانين والنتائج وتعميمها والاستفادة منها.[١]


رغم أن المنهج التاريخي يعطي وصفًا شاملًا للأحداث والظواهر إلا أنه لا يقوم على التجربة، بل يقوم على دراسة جميع الأحداث والظواهر للوصول إلى النتائج والحقائق.[١]


المنهج الوصفي

يستخدم المنهج الوصفي لدراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم الطبيعية وغيرها، ويقوم على متابعة ورصد دقيق لظاهرة معينة أو حدث معين خلال فترة زمنية أو على فترات متعددة، وتتم دراسة هذه الأحداث والظواهر من خلال وصفها، ووصف أشكالها وخصائصها وجميع العوامل التي تؤثر فيها، ويُمكن تطبيقه من خلال تحديد المشكلة ثم صياغتها، بعدها وصف وتوضيح الأسس المبنية عليها، وتحديد البيانات والمعلومات التي لا بد من جمعها، ثم يتم جمعها وتنظيمها وتحليلها وتفسيرها لإيجاد النتائج والصياغتها لتطبيقها.[٢]


المنهج التجريبي

يقوم المنهج التجريبي على التجربة العلمية من أجل الحصول على المعلومات حول الظاهرة أو الحالة أو الحدث، ويتم استخدام المنهج التجريبي من خلال مجموعة من الخطوات التي تتمثل في تعريف المشكلة وتحديدها ثم إجراء التجربة وتنفيذها، بعد تحديد المتغيرات وصياغة الفرضيات للحصول على النتائج، وتجدر الإشارة إلى أن من خصائص هذا المنهج أنه يمكن تكرار التجربة مع تغير الظروف، كما أن النتائج التي يتم الوصول إليها تكون دقيقة.[٣]


المنهج المقارن

يستخدم المنهج المقارن في العديد من الظواهر والأحداث الاجتماعية لتفسيرها، وهو يعني دراسة مجموعة ظواهر متشابهة في مجتمعات مختلفة، ويعد المنهج المقارن بأنه الخطوات المتبعة من قبل الباحث لمقارنة الظواهر المعروضة للدراسة والبحث، من خلال إيجاد أوجه التشابه والاختلاف بينها ثم إيجاد العلاقات بين المتغيرات من أجل تفسيرها ثم الوصول إلى النتائج.[٤]


المنهج الاستقرائي

يستخدم الباحثون هذا المنهج في الأبحاث التي تشمل على العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو القانونية أو علوم الاقتصاد، ويقوم على التنبؤ بالوقائع وتفسيرها واستقرائها، ويقوم على معرفة العلاقة بين السبب والمسبب، كما أنه يدرس في البداية الحقائق الجزئية لينتقل بعدها إلى الحقائق الكلية.[٥]


المنهج الاستنباطي

يعتمد هذا المنهج على جمع الأدلة ثم تصنيفها وترتيبها من أجل استخراج واستنباط الحقائق، ويقوم على وصف الحقائق العامة من أجل الوصول إلى النتائج العقلية، ولا بد فيه من دراسة الحقائق الكلية ثم الانتقال إلى الحقائق الجزئية، ثم تفسير المعلومات والحقائق للوصول إلى النتائج.[٥]


منهج المسح

يعد هذا المنهج نوعًا من أنواع المنهج الوصفي، ويعتمد على جمع معلومات وبيانات كثير عن أحد الظواهر أو الأحداث، مع ضرورة فهم سلوكات المجتمع الذي تم أخذ الظاهرة منه، ثم تحليلها لاتخاذ القرارات والوصول إلى النتائج لتعميمها، مما يساهم في تحسين الأوضاع الراهنة للأحداث والظواهر.[٦]


خصائص مناهج البحث العلمي

على الرغم من وجود العديد من الاختلافات بين مناهج البحث العلمي، إلا أنها تشترك في مجموعة من الخصائص، ومنها ما يأتي:[٧]

  • الموضوعية والبعد عن التحيز والميول الشخصية.
  • التسلسل والترابط بين الأفكار، وبين الخطوات المتتالية.
  • التنظيم في طريقة التفكير، والتي تقوم على الحقائق العلمية والملاحظة.
  • القدرة على التنبؤ لما سيحدث للظواهر والأحداث.


المراجع

  1. ^ أ ب د ربحي مصطفى عليان ود عثمان محمد غنيم، مناهج وأساليب البحث العلمي، صفحة 37. بتصرّف.
  2. د عبد القادر مندو، منهجية البحث العلمي، صفحة 60- 61. بتصرّف.
  3. د عبد القادر مندو، منهجية البحث العلمي، صفحة 66. بتصرّف.
  4. مجموعة مؤلفين، منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، صفحة 125- 127. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، صفحة 120. بتصرّف.
  6. د عبد القادر مندو، منهجية البحث العلمي، صفحة 61. بتصرّف.
  7. د عبد القادر مندو، منهجية البحث العلمي، صفحة 52- 53. بتصرّف.