تاريخ ظهور البحث العلمي

مِن أبرز معالم تطّور البحث العلميّ عبرَ العصور ما يأتي.


البحث في العصور القديمة

تنقسمُ العصور القديمة إلى عدّة حضارات، منها: الحضارة المصريّة والبابليّة واليونانيّة والرومانيّة، وقد ظهرت بوادرُ البحث العلميّ فيها عندما دوَّن المؤرّخ هيرودوت الأبحاث التي أجراها الملوك المصرّيّون حولَ الأقاليم والثّورة والسّكان، أمّا اليونانيّون القدماء فقد اعتمدوا في بحثِهم على التأمل والملاحظة والتّفكير المجرّد، وذلك ما دَعا برتراند راسل إلى قولِه: "فلسفة اليونان كانت تعبّر عن روح العصر وطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه".[١]


البحث في العصور الوسطى

العصور الوسطى هي عصور النهضة الأوروبيّة، وفترة ازدهار الحضارة العربيّة الإسلاميّة، وفيه لم يكتفِ علماءُ العرب بالمنهج القياسيّ لأرسطو، إنّما اعتمدوا إلى جانبِه أدوات الملاحظة والقياس والتّجربة والاستقراء كمصدر لاستخلاص النتائج العلميّة، ومن أشهرهم: أبو بكر الرّازي، الخوارزميّ، جابر بن حيّان، ابن سينا، والبيروني وغيرهم.[٢]


البحث في العصور الحديثة

يبدأ العصر الحديث من القرن السّابع عشر حتّى وقتنا الحاضر، وهو عصرُ ازدهار البحث العلميّ؛ حيث اكتشف فيهِ العالِم نابير اللوغاريتم عامَ 1614م، وأصدر هارفي أبحاثًا عدّة عن الدورة الدمويّة، واكتشف نيوتن قوانين الجاذبيّة عام 167م، وبدأ استخدام الرّموز العشريّة على يد بريجز، كما ألّف فيه فرانسيس بيكون نظريّاته عن المنهج التجريبيّ التي ضمّنها كتابَه الذي أسمه "الأداة الجديدة للعلوم"، وعَرفَ هذا العصر العالِم بويل، الذي عُدَّ أبَ الكيمياء الحديثة.[٣]


مراحل تطور البحث العلمي

تطوَّرت منهجيّة البحثِ العلميّ عبرَ خمسِ مراحل، فيما يأتي توضيحُها:

  • مرحلة الصدفة: في هذه المرحلة كان الإنسانُ يوعِز أيّ حدث أو ظاهرة تحصلُ إلى الصّدفة، ولم يكن حينها يبحث عن سببها أو علّتها.[٤]
  • مرحلة التجربة والاعتماد على الخبرة: وفيها كان الإنسان يُحاول ويُخطئ ويُجرّب مرارًا حتى يجد حلولًا للمشكلات التي تعترضه، وبناءً على هذه الحلول بدأ بتكوين تعميمات واستنتاجات وقواعد عامّة تُعينه في حياتِه اليوميّة.[٤]
  • مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: في هذه المرحلة كان الباحث يتقلّد آراء أهل السّلطة والدّين والنّفوذ وأفكارهم وتوجيهاتهم، حيث كان من الواجب اعتمادها كوجهة نظر تقليديّة، حتى لو لم تكن صائبة.[٤]
  • مرحلة التأمل والتكهّن والجدل والحوار: في هذه المرحلة تجرّأ الباحث على التدقيق في آراء ذوي السّلطة، وبدأ يشكّ فيها وينقّب عنها، واعتمد في ذلك على المنطق والجدل والتفكير المجرّد، في سبيل تفسير الظّواهر والأحداث وحلّ المشكلات والوصول إلى الحقائق العلميّة، حتّى ظهر منهجان من التّفكير، الأوّل: سُمّي بـِ "التفكير القياسيّ"، الذي يعتمد على دراسة المقدّمات ثمّ استخلاص النتائج، والثّاني: التفكير الاستقرائيّ والاستنباطي، الذي ينتقل من الدّليل الجزئيّ إلى الحكم الكليّ.[٤]
  • مرحلة المعرفة والطريقة العلميّة: عُرفت هذه المرحلة في العلوم الطبيعيّة أولًا، ثمّ شاعت بعد ذلك في العلومِ الإنسانيّة والاجتماعيّة، وفي هذه المرحلة تُحدّد الفرضيّات ثمّ تُجرى التّجارب ثمّ تُجمع البيانات للوصول إلى نتائج تنفي أو تؤكّد الفرضيّات.[٥]

المراجع

  1. د محمد صادق، البحث العلمي بين المشرق العربي والعالم الغربي: كيف نهضوا ولماذا تراجعنا، صفحة 16. بتصرّف.
  2. د محمد صادق، البحث العلمي بين المشرق العربي والعالم الغربي: كيف نهضوا ولماذا تراجعنا، صفحة 17. بتصرّف.
  3. د محمد صادق، البحث العلمي بين المشرق العربي والعالم الغربي: كيف نهضوا ولماذا تراجعنا، صفحة 18. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث د كمال دشلي، منهجية البحث العلمي، صفحة 34. بتصرّف.
  5. د ربحي عليان، د عثمان غنيم، مناهج وأساليب البحث العلمي: النظرية والتطبيق، صفحة 21. بتصرّف.