البحث العلمي هو عملية البحث عن معلومات حول موضوع معين، وفي العادة يُكتب هذا النوع من الدراسات لإيجاد حلول لمشاكل معينة، أو وصفاً لأحداث أو ظواهر معيّنة للبحث في أسباب حدوثها، مع اقتراح حلول قابلة للتنفيذ لمعالجتها أو تحسينها، وتتنوّع أشكال البحوث تبعاً لأهدافها والغاية منها، فمنها البحوث الأساسية، والبحوث التطبيقية، والبحوث العلمية وغيرها، فيما يكون لكلّ نوع مفاهيم معيّنة، وأسس خاصة، وخطوات مختلفة، وهو ما سيتمّ عرضه والوقوف على تفاصيله في هذا المقال.[١]


البحث الأساسي

يعرَّف البحث الأساسي بالبحث الذي يكتب لمناقشة أسباب حدوث حدث معين، أو ظاهرة معينة، وذكر الحقائق التي سبق وأثبتت عن الموضوع، كما يهتم هذا النوع بزيادة المعرفة لدى القراء من خلال شرح منهجية الموضوع، وتسهيل التفسير العلمي والمنطقي له، وليس لهذا النوع من البحوث تطبيقات عملية، كما أنه لا يهتم بحل أي مشكلات، لذلك يطلق عليه أيضاً اسم البحث النظري، ومن الأمثلة على ذلك كتابة بحث عن النظرية النسبية يكون المحتوى فيه عن المعادلات، والتجارب، والفرضيات، والاستنتاجات، والنتائج التي سبق ووضعت حول موضوع البحث.[١]


البحث التطبيقي

البحث التطبيقي هو البحث الذي يناقش مشكلة معينة تحتاج لحل سريع، ويعتمد هذا النوع من البحوث على المعلومات أو النتائج التي تمّ التوصّل إليها في البحوث الأساسية، فيما يصلح هذا النوع من البحوث للتعامل مع القضايا الاجتماعية أو الاقتصادية، أو السياسيّة مثلاً، ويُعتبر غير صالح للقضايا المعمليّة، ومن الأمثلة على البحوث من هذا النوع "كيف يمكن الحدّ من ظاهرة التنمّر في المدارس" مثلاً.[٢]


البحث الكمّي

يعالج البحث الكمي المشكلة من خلال دراسة المتغيرات التي تؤثّر عليها، ويمكن كتابته من خلال طرح أسئلة، وجمع بيانات على شكل جداول أو أرقام قابلة للقياس، وتحليلها باستخدام أساليب إحصائية، والتركيز على وضع استنتاجات منطقية وغير متحيّزة، فيمكن على سبيل المثال توزيع استبيان يتضمن عشرة أسئلة اختيار متعدد عن التغيّرات التي تحدث للمناخ بسبب الاحتباس الحراري، وتوزيعه على 200 شخص ثم جمع نتائجها وتحليلها.[٣]


البحث النوعي

يعتمد البحث النوعي على البيانات التي يتم جمعها اعتماداً على آراء المشاركين في استبيان معين، أو أجوبة لأسئلة تم طرحها تحتمل إجابات واسعة، وفي العادة تتميز النتائج فيه بخصائص وصفية، فهي ليست أرقاماً، أو جداول مثل البحث الكمي، إلى جانب أنّ البحث النوعي يشتمل عدد قليل من المشاركين، وفي العادة تقدم البيانات على شكل نص سردي من كلمات ونصوص، ومن الأمثلة على ذلك إجراء مقابلة مع عشرة أشخاص، وسؤالهم عن رأيهم في مشكلة الاحتباس الحراري بشكل عام.[٢]


البحث المختلط

يكون البحث المختلط مزيجاً بين الأسلوبين الكمي والنوعي، حيث توضع النتائج والبيانات على شكل جداول ونصوص معاً، ويكون الهدف منه جعل البحث شاملاً لجميع جوانب الموضوع، وإخراجه بشكل يغطي نقاط ضعف كل من النوعين السابقين.[٢]


البحث الارتباطي

يحقق بحث الارتباط في دراسة العلاقة بين متغيرين أو أكثر دون البحث ومناقشة السبب والنتيجة لكل عامل، ويكون الهدف منه بشكل عام خلق علاقة ارتباط بين هذين المتغيرين، ومن الأمثلة على ذلك البحث عن علاقة طبقة الأوزن والاحتباس الحراري، وتجميع معلومات حول طبقة الأوزن، ثم ربطها بالاحتباس الحراري، وإنشاء علاقة بينهما.[٤]


البحث السببي

يعرّف البحث السببي بالبحث التوضيحي، أو البحث التجريبي، ويشبه بحث الارتباط مع وجود بعض الاختلافات بينهما، فهو يفحص تأثير متغير واحد على الآخر زيادة أو نقصاناً، مثل علاقة التقليل من استخدام السيارات بالاحتباس الحراري؟ فهل هناك تأثير للأول على الثاني؟ وإن كان الجواب نعم، فما مدى تأثيره؟ ويتميّز هذا النوع من الأبحاث باختباره لعلاقة السبب والنتيجة بين المتغيرات، كما يوفّر تجارب حقيقية، وطويلة حيث تكون هناك فرصة لاختبار العلاقة بين المتغيرين.[٥]


البحث الوصفي

يعرف البحث الوصفي أو لبحث الإحصائي بالبحث الذي يصف تأثير موضوع معين على ظاهرة ما فقط، وكأنّه يقدّم للقارئ صورة دقيقة توضّح الوضع الحالي، ومن أمثلة ذلك وصف التشرّد في مدينة ما وما يترتّب على هذه الظاهرة، ويعتبر هذا النوع استكشافياً بطبيعته يلجأ له الباحثون عند انعدام المعرفة الكاملة لظاهرة ما.[٤]


البحث الاستنتاجي

يتميّز البحث الاستنتاجي بخطواته التي تتّجه من العام للخاص، فيبدأ بوضع نظرية حول موضوع البحث، ثم يضيّقها إلى فرضيات أكثر تحديداً، ثمّ تُضيّق هذه الفرضيات من خلال جمع المعلومات والملاحظات حولها ممّا يجعل الباحث قادراً على الوصول إلى إجابة محددة وهي تأكيد الفرضية الأساسية أو رفضها، ويُطلق على هذا الأسلوب أسلوب "من الأعلى إلى الأسفل" فعلى سبيل المثال يكون موضوع البحث عن الاحتباس الحراري بحيث توضع فرضية مفادها أنّ السيارات هي سبب الاحتباس الحراري، ثم تُضيَّق هذه الفرضية إلى أنّ حرق وقود السيارات هو ما يسبّب هذه الظاهرة، ثم تُجمع المعلومات والبيانات لتأكيد صحة هذه الفرضية أو رفضها.[٦]


البحث الاستقرائي

يعمل البحث الاستقرائي بالطريق المعاكس للبحث الاستنتاجي، حيث يبدأ بفرضية صغيرة، ثم يعتمد توسيعها إلى تعميمات ونظريات أكبر، ويُطلق عليه أسلوب "من الأسفل إلى الأعلى"، ويبدأ هذا النوع بجمع المعلومات والملاحظات حول ظاهرة معيّنة ثم البحث عن قواسم مشتركة تربط بينها للوصول إلى فرضية عامة في النهاية، كبدء داروين بملاحظة طرق تكييف الحيوانات مع البيئة، ثمّ محاولته بتفسير هذه التكييفات بالبحث عن أنماط معيّنة تفسرها، ثمّ تعميمه لنظريّته.[٦]


البحث الإثنوغرافي

يُعنى البحث الإثنوغرافي في جمع المعلومات، والوصوف، والبيانات المتعلقة بثقافة معينة، كما يدرس صفات الأشخاص، والمجموعات العرقية، وظروف معيشتها، ويطوّر نظريات حول سلوك أفرادها الثقافي، والهدف من هذه النوع من البحوث هو محاولة فهم البيئة العامة، وتفسير المعلومات التي تم جمعها، ومعرفة النتائج التي يمكن أن تؤثر على العالم أو التاريخ، وغالباً ما يتم جمع البيانات من خلال المقابلات أو الاستبيانات، ومن أمثلة ذلك البحوث المتعلّقة بهجرة الفلسطينيين إلى الأردن.[٤]


البحث التاريخي

يتضمن البحث التاريخي تحليلات لأحداث وقعت في الماضي البعيد أو القريب، من خلال تحديد موضوع البحث، وصياغة مشكلة أو سؤال للبحث، ثم تجميع المعلومات وتقييمها، وإعداد بحث عنها، ويوفر هذا النوع من البحوث إطاراً عاماً لعلماء الاجتماع لاتخاذ قرارات واقعية بخصوص موضوع البحث، إلى جانب أنه يتميز بتقديم صورة شاملة للاتجاهات التاريخية، وربطها في المشاكل الحالية، ولكن من سلبيات هذا النوع أنه يستغرق وقتاً طويلاً في تجميع المعلومات، ويكون من الصعب تحديد مصدرها، أو أن تكون المعلومات غير كاملة، أو قديمة، أو غير كافية.[٤]


أنواع أخرى للبحوث

هناك أنواع أخرى من البحوث التي وجب أن نعرّج عليها وهي:[١]

  • البحث التوضيحي: هو بحث يوضّح كيف ترتبط عناصر ظاهرة ما ببعضها البعض.
  • البحث الاستكشافي: هو البحث الذي يهدف إلى استكشاف ظواهر معينة فيعين الباحث على فهمها بشكل أفضل.
  • البحث المقارن: يعنى هذا النوع بإيجاد أوجه التشابه والاختلاف بين عنصرين.
  • بحث بناء النظرية: يختص هذا البحث ببناء نظرية جديدة ما.
  • البحث الإجرائي: يعمد البحث الإجرائي لفهم الحقائق واستخدامها لزيادة جودة العمل في قطاع ما.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Types of scientific research", innspub, 20/12/2021, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Types of scientific research", icndbm, 20/12/2021, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  3. CHITVAN TRIVEDI (20/12/2021), "What are different types of (scientific) research?", conceptshacked, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "The 15 Types of Scientific Research and their Characteristics", lifepersona, 20/12/2021, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  5. CHITVAN TRIVEDI (20/12/2021), "What are different types of (scientific) research?", conceptshacked, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Prof William M.K. (20/12/2021), "Deduction & Induction", conjointly, Retrieved 20/12/2021. Edited.