ينتج البحث العلمي عن اتّباع سلسلة من الخطوات المتتابعة والمترابطة التي تساعد الباحث معرفة نقطة البداية، وعلى إتمام عملية كتابة البحث بشكل مثالي ومنظّم، وتسمى هذه الخطوات بمراحل البحث العلمي، وتبدأ هذه المراحل باختيار مشكلة البحث، ثم إكمال الخطوات التي تليها، والتي تكون في العادة سبع خطوات.[١]
مراحل البحث العلمي
تعتبر بداية عملية البحث مرحلة ليست بالسهلة، إذ يجب على الباحث تضييق فكرة البحث من فكرة واسعة إلى فكرة أكثر تحديداً، كما يجب اتباع بعض المراحل قبل، وأثناء، وبعد كتابة البحث العلمي والتي تشمل:
تحديد موضوع البحث
يعتمد تحديد موضوع البحث على عدة عوامل، ففي البداية يجب معرفة التعليمات التي يتم تحديدها من الجهة التي ستقرأ البحث، مثل المواضيع التي يمكن الكتابة عنها، والمواضيع التي لا ينصح بالكتابة عنها، ويعتبر هذا العامل مهماً جداً لقبول البحث، ويفضل اختيار موضوع يمكن العثور على معلومات كافية تتعلّق به، لذلك يمكن القيام ببحث أولي عن المعلومات لتحديد إذا كانت المعلومات كافية أم لا، وإذا كان موضوع البحث واسعا جداً، فيجب تضييق نطاقه، فإذا كان البحث يتحدث عن أسباب التحرش مثلاً فيفضل تضييق نطاقه، وجعل موضوع البحث عن "أسباب التحرش الإلكتروني عند المراهقين".[٢]
كتابة مشكلة أو سؤال البحث الرئيسي
إنّ تحديد مشكلة أو سؤال البحث هي الخطوة الأهم لبداية البحث، فيجب أن تكون المشكلة عبارة عن بيان حول موضوع البحث، أو سلوك يجب تحسينه، أو مشكلة يجب التخلّص منها، أو سؤال تكرر في الأدبيات العلمية الأخرى، مع الأخذ بالاعتبار أنّ مشكلة أو سؤال البحث لا يجب أن يكون عن كيفية القيام بشيء ما، أو اقتراح واسع، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون سؤال البحث "هل تسبب اللقاحات مرض التوحد؟".[١]
قراءة المراجعات الأدبية السابقة
تعطي المراجعات الأدبية السابقة معرفة إضافية حول موضوع البحث، وتساعد على التعرّف على أنواع منهجيات البحث العلمي التي اتّبعها الآخرون، ومعرفة إيجابيات وسلبيات كل منهجية، واختيار المنهجية الأنسب لمشكلة البحث، كما تمكّن الباحث من صياغة مشكلة البحث بشكل مرتب يغطي جوانب جديدة لم يتم البحث عنها، واكتشاف أسئلة بحثيّة ليس لها جواب إلى الآن، بالإضافة إلى أنّها تساعد الباحث على تطوير علاقات بين موضوع بحثه والبحوث السابقة، وتجنّبه المعلومات الإضافية، والنتائج غير المفيدة، وعدم تكرار أخطاء الآخرين، ويمكن أن يؤدي تجاهل المراجعات الأدبية السابقة إلى تكرار معلومات، ونتائج، وإهدار وقت ومجهود الباحثين، ومن ذلك مثلاً أن يكتب الباحث عن أسباب مرض الجمرة الخبيثة، وهو مرض تمّ البحث عنه سابقاً، والتوصّل إلى علاجاته، ولقاح له، فلا داعي لكتابة عنه.[٣]
تحديد أسئلة البحث وأهدافه وفرضياته
يجب على الباحث عرض أهمية البحث، والهدف منه، ويساعد تحديد الهدف على معرفة نوع المعلومات التي يجب جمعها، كما يمنح الباحث صورة عامة لما يريد تحقيقه عبر البحث، وتعتبر طريقة وضع الفرضيات هي أفضل طريقة للتعبير عن هدف البحث، والتي تُعرف بأنّها بيان أو اقتراح غير مُثبت يريد الباحث إثباته من خلال جمع المعلومات والبيانات التي تؤكد الفرضية أو ترفضها.[٣]
وضع خطة البحث
تركّز هذه الخطوة على التفكير حول كيفية حل المشكلة، أو الإجابة على سؤال البحث، ويمكن تطبيقها من خلال وضع الإجراءات اللازمة للحصول على المعلومات المطلوبة، ووضع جميع الفرضيات المحتملة لحل المشكلة، ثمّ تحديد طريقة جمع المعلومات، ومعرفة إذا كان البحث يستلزم طريقة كميّة لجمع البيانات، والتي تعني جمع البيانات الرقمية، مثل الاستبيانات، أو التجارب، أو طريقة نوعية، والتي تعني جمع البيانات بالمقابلات الجماعية التي يُطلق عليها (مجموعات التركيز)، أو الطريقتين معاً، ثم وضع خطة لتحليل البيانات والمعلومات التي تم جمعها.[٤]
جمع البيانات
تتضمّن خطوة جمع البيانات الحصول على المعلومات اللازمة لحل مشكلة البحث، أو الإجابة عن سؤاله، وكما ذُكر سابقاً في خطوة وضع خطة البحث يجب تحديد طريقة جمع البيانات، والتي ستساعد في اختيار البيانات المناسبة لنوعية البحث، وتتعدّد طرق جمع البيانات والتي تشمل جمع البيانات من خلال تجارب، أو ملاحظات، أو مقابلات شخصية، حيث يتم طرح أسئلة على الناس وتسجيل ردودهم، أو يكون ذلك عن طريق الهاتف، أو عبر البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى إجراء استبيانات تسمح بتجميع المعلومات من مجموعة كبيرة من الناس.[٤]
تحليل المعلومات
تُعتبر خطوة تحليل المعلومات خطوة مهمة للحصول على النتائج التي ستساعد في حل مشكلة البحث، فبعد جمع المعلومات يجب فرزها، واعتماد المعلومات المفيدة منها، والتخلص من المعلومات الإضافية التي لا تخدم مشكلة البحث، مثل المعلومات التي يمكن أن تُذكر خلال مجموعات التركيز وليس لها علاقة في سؤال البحث أو مشكلته، حيث يتكلم مجموعة كبيرة من الناس خلال مجموعات التركيز واحتمالية الخروج عن الموضوع كبيرة، كما يمكن الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر لتحرير البيانات، وتحليلها، مثل برامج إكسل، وعمل إحصائيات تساعد على فهم النتائج وتفسيرها، وتحديد ما إذا كانت النتائج متوافقة مع الفرضيات التي وُضعت في أول البحث، وربط الفرضية مع النتائج، وتوضيح كيف يمكنهما حل مشكلة البحث، ثم تحويل جميع الأفكار إلى نص مكتوب ومنطقي.[٣]
كتابة مسودة أولية
تساعد كتابة المسودة على تنظيم الأفكار والمعلومات التي تم تجميعها سابقاً، كما تعتبر نموذجاً أوليّاً للبحث العلمي، كما يمكن خلال كتابتها استنتاج أمور وأفكار إضافية يمكن أن تجعل البحث يبدو بشكل أفضل، ويمكن كتابتها من خلال تضمين الأفكار الرئيسية المهمة، مثل كتابة مشكلة البحث، والفرضية، والأهداف، والمقدمة، والبيانات التي تم جمعها، وتحليل تلك البيانات، والخاتمة، والتأكد من أن جميع المصادر موجودة وموثقة، بالإضافة إلى أنّ هذه المسودّة لبّت ما قام البحث على أساسه وهو الإجابة عن أسئلة البحث بالدرجة الأولى.[٥]
كتابة النسخة النهائية وتدقيقها
تُعتبر هذه الخطوة هي الخطوة النهائية في كتابة البحث العلمي، حيث يجب البدء في كتابة البحث بعد الانتهاء من المسودة الأولية، حيث يتوجّب على الباحث أن يتأكّد من أنّه يحتوي على جميع عناصره، مثل صفحة الغلاف، التي تحتوي على معلومات الباحث، وعنوان البحث، والتأكد من كتابة المقدمة المُعدلة، ومحتوى البحث الذي يتكون من الأهداف، والفرضيات، والمراجعة الأدبية، وطرق البحث، والبيانات، وطرق تحليلها، ثم الاستنتاجات، والخاتمة، وصفحة المصادر، والهوامش السفلية، والفهرس، والاقتباسات، وترقيم الصفحات، كما يجب الحرص على خلوّ البحث من الأخطاء المطبعيّة والنحوية، وأن تكون لغته سليمة، وأن يكون منظماً بشكل واضح ومنسّق قبل إرساله إلى الجهات المختصة.[٥]
المراجع
- ^ أ ب Basic steps of doing research.pdf "Basic steps of doing research", cuj, 23/12/2021, Retrieved 23/12/2021. Edited.
- ↑ "Basic Steps in the Research Process", nhcc, 23/12/2021, Retrieved 23/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Research Process: 8 Steps in Research Process", iedunote, 23/12/2021, Retrieved 23/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "5 Steps in the Research Process", acqnotes, 23/12/2021, Retrieved 23/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Six Simple Steps for Writing a Research Paper", potsdam, 23/12/2021, Retrieved 23/12/2021. Edited.