الباحث العلميّ

الباحث العلمي هو الشخص الذي يقوم بالاستعلام والاستقصاء المنظّم والدقيق، للانتقال من المجهول إلى المعلوم، لاكتشاف علاقات جديدة، وتطوير أو تصحيح معلومات معيّنة من خلال البحث، ويكون ذلك بانتقاء الطريقة والأدوات اللازمة للبحث، وشخصية الباحث العلمي لا تظهر من خلال التعبير عن ذاته باستخدام ضمائر المتكلم مثل: أنا، وقلتُ، ورأيتُ، وشعرتُ، ولكنها تظهر من خلال كفايات معينة يجتهد في الحصول عليها، وأخلاقيات يتمتع بها، وهذا المقال مخصص لتوضيح كيفية ظهور شخصية الباحث في البحث العلمي.[١]


كفايات الباحث في البحث العلمي

تظهر شخصية الباحث في البحث العلمي من خلال تمتّعه بمجموعة من الكفايات التي ستوضّحها النقاط الآتية:[٢]

  • كفاية الباحث المنطقية: على الرغم من أنّ عملية البحث العلمي عملية أكاديمية تخضع لأسس واضحة إلا أنها يجب أن تتناغم مع شعور الباحث بأهمية مشكلة البحث أو موضوعه، وهذا الشعور هو الذي يدفعه إلى اتخاذ القرار المنطقي، فإمّا أن يمضي قدماً في بحثه أو يتراجع عنه لعدم الحاجة إليه أو لتدني أهميته، وإذا لم يتمتع الباحث بهذا الدافع الشعوري قد يتورط لاحقًا بعد اختيار موضوعه.
  • كفاية الباحث التخطيطية: يُقصد بذلك أن يتمتّع الباحث بقدرة على تحليل الإمكانيات المتوفرة لبحث المشكلة وبناء الخطط لحلها.
  • كفاية الباحث الإجرائية: إذ يجب أن يكون الباحث مستعداً لتنفيذ الخطط الموضوعة لبحث المشكلة، بما يشمل عملية إدارة البحث، وجمع النتائج ثمّ تحليلها وتفسيرها للوصول إلى الحلول المناسبة.
  • كفاية الباحث الفنيّة والتقييميّة: يقصد بهذا مخرجات البحث العلمي وضوابطه، وتتجسّد هذه النقطة في قدرة الباحث على مراجعة عمله، وتدقيقه، وغربلته، وحذف أو تعديل ما يجب حذفه أو تعديله وصولًا إلى صورة موضوعية مقبولة علمياً.


صفات الباحث في البحث العلمي

إلى جانب الصفات المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالجانب الأكاديمي البحثي، هناك صفات مرتبطة بالجانب الأخلاقي لا بدّ من أن يتمتع بها الباحث، ومنها ما يأتي:

  • وضوح الغاية والهدف: يجب أن يرتبط البحث العلمي بغاية سامية كإرضاء الله تعالى ونفع الآخرين حتى يحقّق غايته المرجوّة من النفع، أمّا إن كان الباحث من أولئك الذين يبحثون عن الألقاب الأكاديمية فقط، أو الانتهاء من مرحلة للدخول في أخرى في أسرع وقت، فقد يقع في فخ انعدام القيمة الأصيلة، أو ضعف الشغف خلال رحلة البحث العلمي.[٢]
  • البعد عن الهوى والرغبات الشخصية: يُقصد بذلك أن ينطلق الباحث خلال بحثه من مبادئ أكاديمية علمية موضوعية، فلو صادف رأيًا يفيد دراسته ولكنه يخالف هواه أو مزاجه يرفقه في البحث بكلّ صدق وتجرّد منحّياً هواه، أو مواقفه الخاصة.[٢]
  • الشجاعة: إن الشجاعة في البحث للوصول إلى النتائج المطلوبة وتحمل المسؤولية بعد ذلك من صفات الباحث الضرورية، بالإضافة إلى مسؤولية الإعلان عنها، ومسؤولية احتمال الخطأ فيها وتقبّله، إلى جانب البعد عن التسويف، أو التردد في إعلان ما توصّل إليه.[٢]
  • الشك العلمي: على الباحث ألّا يكون ناسخاً وناقلًا للفرضيات، بل يجب عليه أن يجتهد في جمع البيانات المتعلقة بكل فرضية، فإن ثبتت صحة الفرضية يعتمدها وإلّا فعليه رفضها.[٣]
  • الأمانة العلمية: تظهر أمانة الباحث العلميّة من خلال توثيقه لكلّ ما يُذكر في بحثه أو دراسته من خلال ذكر المراجع والمصادر، وإسناد العلم لأهله، وتوضيح الاقتباسات المباشرة وغير المباشرة بحسب الأسس المتّبعة في الجهة التي يكتب لديها.[٣]
  • الإبداع والذكاء: يتطلّب البحث العلمي أن يتمتّع الباحث بالذكاء والإبداع اللازمين للربط بين المتغيّرات وإيجاد العلاقات وتحليلها.[٣]
  • القدرة التنظيمية: على الباحث أن يمتلك قدرة تنظيمية كبيرة تساعده بتبويب البحث وتوزيع معيوماته بطريقة منظّمة ومفهومة. [٣]
  • الإلمام بأساليب البحث: على الباحث أن يكون عارفاً بأساليب البحث ومناهجه على تنوّعها، وطرق جمع المعلومات وتحليلها لاستخدامها جميعها خلال بحثه بكفاءة.


المراجع

  1. كمال دشلي ، منهجية البحث العلمي، صفحة 30-31. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث الدورة التدريبية حول مناهج وأساليب البحث العلمي، البحث العلمي ماهيته وخصائصه طرقه ومراحل إعداده ومصادره، صفحة 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث سندس خليل، صفات الباحث الجيد، صفحة 1. بتصرّف.