نتائج البحث العلمي

يتكوّن البحث العلمي من مجموعة من العناصر هي: المدخلات، والإجراءات أو العمليات، إلى جانب المخرجات، والضوابط التي تحكم عملية الكتابة، وتتكوّن المخرجات من نتائج البحث العلمي متمثّلة بنتائج القياسات، والتجارب، والاختبارات، التي قد ترتب في جداول، أو أشكال، أو بطريقة مناسبة يراها الباحث، كما يندرج تحت المخرجات أيضًا الحلول التي توصل إليها الباحث[١]، وتجدر الإشارة إلى أن عملية كتابة نتائج البحث العلمي لا تنحصر فقط في سرد ما توصّل إليه الباحث على شكل نقاط، بل هي عملية انتقاء الطريقة المناسبة لعرض النتائج التي توصّل إليها، وهناك ثلاث طرق لكتابة النتائج: الطريقة الإنشائية السردية، وطريقة الجداول، وطريقة الرسوم البيانية، فيما قد يلجأ الباحث إلى استخدام أكثر من طريقة، وهذا المقال مخصّص لتوضيح شروط كتابة نتائج البحث العلمي وبعض الأمور الواجب تجنبها عند كتابتها.[٢]


شروط كتابة نتائج البحث العلمي

فيما يلي عرض توضيحي لشروط كتابة نتائج البحث العلمي:

  • كتابة تمهيد يوضح سؤال البحث الرئيسي، إلى جانب توضيح تفاصيل تخص النتائج مثل كيفية جمع البيانات، و معلومات عن المشاركين في عملية إجراء البحث، في حال تطلب البحث مقابلة أشخاص لغايات معينة.[٣]
  • كفاية الأدلة كمًا ونوعًا مع تجنّب عرض أية معلومات لا لزوم لها.[٤]
  • اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان الدقة عند جمع المعلومات، ويجب مراجعة البيانات، والنتائج، لالتقاط الأخطاء وتعديلها إن وجدت.[٤]
  • استخدام الرموز المكتوبة لتمييز الخطوط في الرسوم عوضًا عن استخدام الألوان المتعددة خاصة إذا كان البحث سيُعاد طبعه وتصويره، فالألوان المتعددة قد تشتت انتباه وتركيز القارئ.[٤]
  • سرد الأدلة بشكل منظّم بحيث يمكن أن تُستخلص منها المعلومات موضوع البحث والدراسة.[٤]
  • عرض النتائج بشكل منظّم، مع إعطاء كل قسم من الأقسام عنواناً واضحاً يدلّ على ما تتعلق به، كما يجب أن تكون النتائج مترابطة بشكل منطقي للوصول إلى غاية البحث وهي حل المشكلة.[٤]
  • كتابة المراجع والمصادر الأصلية في حال تم اقتباس حقائق من أبحاث أخرى، وعدم تركها دون توثيق كي لا يُفهم أنّها من جهد الباحث، مع الإشارة إلى أن علامة التنصيص تدل عادة على الاقتباس المباشر، ولكل جهة بحثية معاييرها وشروطها في طريقة نقل الاقتباس المباشر والاقتباس غير المباشر، والكلمات التي يجب أن يستخدمها الباحث عندما ينسب الجهد إلى نفسه، وجميعها يجب الاطلاع عليها وتطبيقها.[٤]
  • صياغة العبارات بشكل دقيق، واستخدام الأسلوب الواضح، واللغة السليمة.[٤]
  • قصر النتائج، إذ يجب أن تكون النتائج قصيرة فحتى لو كانت الطريقة المختارة هي الطريقة السردية الإنشائية لا بد من أن تكون النتائج موجزة؛ لأنّ السرد ليس مقصوداً لذاته، ويُقصد بالإيجاز البعد عن الإطالة والحشو الذي لا قيمة له ولا يقدّم جديداً.[٥]
  • البعد عن التكرار، فمن الطبيعي أن يُشار إلى النتائج المكتوبة في قسم النتائج بشكل مسبق في فصول البحث، ولكن يجب عند ذكرها مرة أخرى في قسم النتائج أن توصل القارئ إلى حل المشكلة، أو الإجابة عن سؤال البحث، أمّا تكرارها دون ربطها بمشكلة البحث فسيؤدي إلى إضعاف البحث.[٥]
  • تجنّب تقديم النتائج التي لم يشر إليها سابقاً، فمن غير المنطقي أن تكتب نتيجة في قسم نتائج البحث لم يشر إليها مسبقاً في متن البحث، لأنّ ذلك سيجعل العرض مبتوراً عمّا قبله وغير مترابط.[٥]


أمور يجب تجنّبها عند كتابة نتائج البحث العلمي

فيما يلي عرض لأبرز الأخطاء الشائعة التي يجب التنبه إلى عدم الوقوع فيها عند كتابة نتائج البحث العلمي:[٦]

  • عرض كافة البيانات المدروسة: عندما يجري الباحث بحثاً فإنّه سيتعرّض للكثير من البيانات، والتي يُعدّ بعضها بيانات أولية، وبعضها تجريبية، لذا لا يجب عرض هذه البيانات كافة في قسم النتائج، بل عليه الاكتفاء بالبيانات والمعلومات وثيقة الصلة بسؤاله البحثي.
  • الاقتصار على النمط السردي الوصفي فقط عند عرض النتائج: من أبرز طرق عرض النتائج الطريقة الوصفية التي تعتمد على الكلام والوصف، وطريقة الجداول، إلى جانب طريقة الرسوم البيانية، ومن الأفضل أن ينتقي الباحث طريقة العرض المناسبة لكلّ مجموعة من البيانات التي يود عرضها، وعدم استخدام الطريقة الوصفية فقط.
  • المناقشة العشوائية للنتائج: قد يتسرّع بعض الباحثين في طرح النتائج ومناقشتها بشكل عشوائي وغير منظّم، بحيث يتركون المعلومات الأكثر أهمية في النهاية، وسبب هذه الخطأ هو عدم قراءة النتائج بتفحص وتنظيمها، لذلك يجب أن تعرض النتائج من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية بشكل ممنهج ومنظم.
  • استخدام صيغ مختلفة للفعل: يقدِّم قسم النتائج وصفًا للمعلومات التي حدثت على وجه التأكيد في الزمن الماضي لذلك فإنه من المنطقي استخدام صيغة الفعل الماضي فقط عند عرض النتائج.
  • إرباك القارئ بنتائج مختلفة: قد يكتب الباحث في بداية قسم النتائج نتيجة حول فكرة معينة بالأرقام، ثمّ يذكرها مرة أخرى برقم مختلف أو بنتيجة مختلفة وقد يكون سبب الخطأ الطباعة، فيما قد يكون سبباً آخر وبصرف النظر عن السبب فإنّ وجود مثل هذه الأخطاء سيسبب إرباكاً للقارئ.
  • عدم تسمية الأشكال والصور بوضوح: لا يكفي أن يضع الباحث النتائج على شكل صور وجداول دون وضع تسميات محددة لها، فمثلًا إذا كان الرسم البياني يعبّر عن زيادة مطّردة في أعداد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم واتجهوا للتعليم عن بعد فيجب أن يكتب الباحث عنواناً لهذا الرسم البياني مثل: (رسم يوضح الزيادة المطّردة في أعداد المتّجهين إلى التعليم عن بعد) وهكذا، بحيث يكون الوصف دالًا وواضحاً.
  • إعادة النتائج بطرق مختلفة: سبقت الإشارة إلى أهمية اختيار طريقة العرض المناسبة للنتيجة التي يريد الباحث شرحها، ولكنّ بعض الباحثين يقومون بعرض النتيجة الواحدة بأكثر من طريقة دون إضافة جديدة، ومن ذلك مثلًا عرض النتيجة نفسها باستخدام الوصف، ثمّ باستخدام الرسم البياني أوالجدول، وهذا من أنواع التكرار الذي يجب الابتعاد عنه.
  • عدم مراجعة النتائج: من الأخطاء التي قد يقع فيها العديد من الباحثين تقديم النتائج دون مراجعتها، إذ يجب مراجعة النتائج وعرضها على متخصصين لتقييمها من الجواننب الأكاديمية، واللغويّ، والإملائيّة.[٣]




يجب الاطلاع على شروط كتابة نتائج البحث العلمي في الجامعة أو المؤسسة أو الجهة التي يكتب الباحث تحت اسمها، وهي شروط خاصة تختلف من جهة إلى أخرى وتتعلّق معظمها بطريقة العرض والتنسيق المعتمد، ويدخل في ذلك المسافات بين الفقرات، ونوع الخط وحجمه...إلخ ، كما يُنصح بالاطلاع على مقالات أو أبحاث سابقة نُشرت في المجلة نفسها في موضوعات قريبة من موضوع البحث الذي يعمل عليه الباحث.




المراجع

  1. الدورة التدريبية حول مناهج وأساليب البحث العلمي، البحث العلمي ماهيته وخصائصه، طرقه ومراحل إعداده ومصادره، صفحة 1. بتصرّف.
  2. مشتاق شرارة ، البحث العلمي مفاهيم وتطبيقات، صفحة 189-194. بتصرّف.
  3. ^ أ ب RAMYA SRIRAM (15/10/2020), "How to Write the Results Section of a Research Paper", www.kolabtree.com, Retrieved 1/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ مشتاق شرارة ، البحث العلمي مفاهيم وتطبيقات، صفحة 189-194. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت Chris A Mack, how to write a good scientific paper, Page 8. Edited.
  6. "Common Mistakes in Writing the Results Section", blog.wordvice.com, 8/10/2016, Retrieved 1/1/2022. Edited.