تعريف المنهج المقارن في البحث العلمي

المنهج المقارن هو أحد أنواع مناهج البحث العلمي، والذي يعني مقارنة شيئين أو حالتين لاستخلاص نتائج تشرح أوجه الشبه والاختلاف بينهما أو لشرح الاستمرارية والتغير عبر الزمن،[١] وهو عملية مقارنة شيئين متماثلين أو أكثر، أي أنه لا يمكن مقارنة ظاهرتين أو حالتين متناقضتين، وذلك بالاعتماد على الظروف المؤثرة عليهما والتي تسمى بالمتغيّرات، ولتكون نتائج المنهج المقارن صحيحة يجب أن تعتمد على عدة عمليات ذهنية مع أهمية تحليل الظاهرة ووصفها ووضعها في سياقها العام.[٢]


يساعد المنهج المقارن الباحث على تقديم تفسيرات منطقية وأكثر قوة للظواهر أو الحالات التي يدرسها، وذلك لأنه يعتمد على بيانات كبيرة يجمعها من عينة الدراسة على فترات زمنية طويلة مما يجعل النتائج أكثر موثوقية وأعلى مصداقية، بالإضافة إلى أن هذا المنهج يساعد الباحث على زيادة عدد المتغيرات التي تتضمنها الدراسة مما يعطي صورة أكبر وأفضل عن الموضوع.[٣]


أنواع المنهج المقارن

يمكن تقسيم المنهج المقارن إلى عدة أنواع، وهي كما يأتي:[٤]

  • المقارنة المغايرة: يكون هذا النوع بين ظاهرتين اجتماعيتين أو أكثر، وتكون أوجه الاختلاف بينهما أكثر من أوجه التشابه، ومثال على ذلك المقارنة بين الطلاق والخلع كونهما نظامين لإنهاء الزواج، ومع أن معناهما واحد إلا أنهما مختلفان من حيث النظام.
  • المقارنة الاعتيادية: تكون هذه المقارنة بين ظاهرتين اجتماعيتين أو أكثر، ولكن تكون أوجه التشابه بينهما أكثر من أوجه الاختلاف، مثل دراسة أوجه الاختلاف بين تنفيذ القرارات الإدارية في القضاء ووقف تنفيذ القرارات القضائية.
  • المقارنة الداخلية: تكون المقارنة الداخلية بدراسة حالة أو ظاهرة واحدة فقط، مثل مقارنة العقد الإداري بين القانون الفرنسي والقانون الجزائري.
  • المقارنة الخارجية: يقارن هذا النوع عدة ظواهر اجتماعية مع بعضها البعض، مثل مقارنة نظامين قضائيين أو حالتين اجتماعيتين مختلفتين.
  • المقارنة العرضية: تكون بمقارنة ظاهرة اجتماعية واحدة، ولكن في أكثر من مجتمع أو منطقة جغرافية أو على فترات زمنية مختلفة.[٣]
  • المقارنة الطولية: يكون هذا النوع بمقارنة ظاهرة اجتماعية واحدة في مجتمع واحد، ولكن خلال فترة زمنية طويلة، ويكون الهدف من هذا النوع دراسة تطور الظاهرة أو التغيير التي طرأ عليها خلال الزمن.[٣]


عوامل مؤثرة على نتائج البحث المقارن

فيما يأتي بعض العوامل الهامة التي تؤثر على جودة نتائج البحث المقارن:[٥]

  • الصلاحية الداخلية: تعني صلاحية البحث الداخلية مدى قدرة الباحثين الآخرين على استخلاص الاستنتاجات التي توصل لها البحث والحصول على نفس نتائجه من خلال إعادة الدراسة بكل تفاصيلها وبياناتها وتجاربها.
  • الصلاحية الخارجية: تعني الصلاحية الخارجية إمكانية تعميم نتائج البحث على مجتمع الدراسة.
  • اختيار متغيرات البحث: متغيرات الدراسة عوامل مهمة وأساسية في البحث العلمي، وقد تؤثر على صلاحية الدراسة المقارنة وصحتها، فاختيار المتغيرات التابعة والمستقلة يجب أن يكون بعناية لأنه يؤثر على سؤال البحث والفرضية وتصميم الدراسة ككل، وعلى النتائج في النهاية.
  • حجم العينة: حجم العينة عنصر أساسي ومهم، ويؤثر على صدق الدراسة ونتائجها، ولهذا يجب أن يولي الباحث أهمية كبيرة عند اختيار عينة البحث، من ناحية عددها ونوعها، ليضمن أنها مناسبة وستعطيه نتائج حيادية وموضوعية.
  • مصادر التحيّز: مثل اختيار الباحث لعينة دون غيرها للحصول على نتائج يريدها وهو من أنواع التحيز المقصود، أو قد يحدث التحيّز بغير قصد الباحث والذي ينشأ عن الاختلافات الموجودة بين مجموعات عينة الدراسة، أو مدى استجابة أفراد من العينة دون غيرهم للإجابة على أسئلة الباحث.
  • عوامل الإرباك: قد يواجه الباحث بعض المواقف والعوامل المربكة التي تؤثر على نتائج دراسته، فمثلًا في دراسة عن اعتماد نظام معين لطلب الدواء وتأثيره على انخفاض تكاليف الدواء نفسه، قد يواجه الباحث عوامل إرباك مثل شدة المرض وحاجة المريض لجرعة معينة، أو سياسة المستشفيات في وصف الأدوية لمرضاها، فكل ذلك سيؤثر على النتائج التي سيصل لها الباحث، ويتخلص الباحث من هذه المشكلة من خلال تقسيم عينته لمجموعات أصغر مبنية على عامل الإرباك الذي ظهر له، مثل شدة المرض.





المراجع

  1. "COMPARATIVE METHODS", nupi, Retrieved 15/10/2022. Edited.
  2. المقارن.pdf?forcedownload=1 "المناهج الفرعية، المنهج المقارن"، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، صفحة 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "منهجية البحث العلمي إجابات عملية لأسئلة جوهرية"، مؤسسة فريدريش إيبرت، صفحة 27. بتصرّف.
  4. المقارن.pdf?forcedownload=1 "المناهج الفرعية، المنهج المقارن"، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، صفحة 9-10. بتصرّف.
  5. "Methods for Comparative Studies", ncbi.nlm.nih, Retrieved 15/10/2022. Edited.