مفهوم تحليل المحتوى في البحث العلمي

تحليل المحتوى هو أداة من أدوات البحث العلمي التي تستخدم في الأبحاث النوعية لتحديد وجود كلمات أو مفاهيم محددة ضمن مجموعة من البيانات النوعية ليحصل الباحث في النهاية على نتائج لبحثه، وتستهدف هذه الطريقة الكلمات والجمل المحتوى المكتوب عمومًا وليس المحتوى الرقمي الذي يعتمد على أرقام وإحصائيات، ويُستخدم هذا النوع من أدوات البحث العلمي في تحليل التقارير الإخبارية والنصوص العامة والكتب والمقالات مهما كان محتواها للبحث عن مشكلة أو تحيّز والوصول إلى استنتاجات واضحة ومحددة،[١] ولتحليل الكلام المكتوب يجب أن يقسم الباحث النص ويرمّز البيانات الموجودة لديه ويشفّرها وفق قواعد محددة، ومن ثم يفحص عدد مرات استخدام كل كلمة أو مفهوم ويشرح الغرض من استخدامها وما المعنى الذي ترمي إليه بالنسبة للبحث.[٢]


كيفية تحليل المحتوى في البحث العلمي

فيما يأتي الخطوات التفصيلية التي تشرح كيفية تحليل المحتوى في الأبحاث العلمية:[٣]

  1. تحديد المحتوى: أولًا على الباحث تحديد المحتوى الذي يريد تحليله، سواء كان كتابًا أو مقالًا أو أي نوع آخر من المحتوى، وفي حال كان لدى الباحث عدد قليل من الخطابات أو المقالات فيمكنه تحليلها جميعها أو قد يختار عينة منها في حال كانت كثيرة.
  2. تحديد وحدات وفئات التحليل: في الخطوة الثانية على الباحث أن يحدد الفئات التي سيقسّم المحتوى بناءً عليها، وستكون بالطريقة الآتية:
  3. وحدات: يعني أن يختار الباحث تسجيل عدد تكرار كلمات معينة في النص، أو تسجيل خصائص الأشخاص الذين أنتجوا المحتوى الذي يريد تحليله، ويمكن أيضًا تحليل الصور ومقاطع الفيديو، فمثلًا يمكن أن يحلل صفات السياسيين في حزب ما ويختار بعض السمات الشخصية لتحديد الوحدات التي يريد تحليلها.
  4. مجموعة المفاهيم المستخدمة بالترميز: بعد أن يحدد الباحث الوحدات التي سيقسم البحث بناءً عليها يجب أن يحدد مجموعة الفئات التي سيستخدمها في عملية الترميز، فيمكن أن تكون هذه الفئات خصائص موضوعية حول الأشخاص الذي يُعنى بهم النص، وتكون الفئات على سبيل المثال (من 19 إلى 35 عامًا، محامي، مهندس، طفل) وغير ذلك من سمات مهمة للباحث، وقد يحلل الباحث صفات معينة لشخص أو لكاتب النص، وبهذا تكون المفاهيم التي سيرمز النص بناءً عليها (جدير بالثقة، واثق من نفسه، صادق، فاسد) وما إلى ذلك.
  5. وضع قواعد الترميز: وضع قواعد محددة للترميز أمر مهم في حال تعدد الباحثين الذين يعملون على الموضوع، وعلى سبيل المثال في حال كانت الفئة الموجودة في “السياسي الأصغر سنًا” يمكن أن يحدد الباحث الألقاب التي سيتم ترميزها في هذه الفئة، مثل عضو مجلس الشيوخ، أو حاكم، أو مستشار)، وفي حال استخدام فئة مفاهيم “جدير بالثقة” يمكن أن يكتب يرمزها الباحث بكلمات مثل (المصداقية، الموضوعية، الموثوقية).
  6. ترميز النص: بعد وضع قواعد ترميز النص على الباحث أن يسجل البيانات التي يديه، ويمكن أن يفعل ذلك يدويًا أو بواسطة برامج خاصة مثل QSR NVivo أو Atlas.ti أو Diction، وبهذه المرحلة سيتم حساب تكرار كل كلمة أو مفهوم في البحث مما يدل على نتيجة معينة تهم الباحث.
  7. استخلاص النتائج: بعد اكتمال الترميز سيتم فحص البيانات والعثور على أنماط وعدد تكرار الكلمات الهامة والخروج بنتائج مفيدة، فعلى سبيل المثال في حال ظهرت صفات المصداقية والموثوقية بشكل أكبر مع السياسي الأكبر سنًا وبشكل أقل مع السياسي الأصغر سنًا، فيستخلص الباحث نتيجة مفادها أن السياسيين الأكبر سنًا أكثر مصداقية وموثوقية من الأصغر سنًا.


استخدامات تحليل المحتوى

فيما يأتي أهم استخدامات أداة تحليل المحتوى في الأبحاث العلمية:[٤]

  • تستخدم أداة تحليل المحتوى في الكثير من مجالات الحياة والدراسة، مثل الأدب، والصحافة، والدراسات الثقافية، والتسويق والإعلام، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم السياسية.
  • يساهم تحليل المحتوى في كشف الممارسات السياسية التي تتبعها بعض الأحزاب، والكشف عن نواياها ونوايا السياسيين من خلال خطبهم والكلمات التي يكررونها.
  • يمكن استخدام تحليل المحتوى في كشف الحالة النفسية والعاطفية للأفراد أو الجماعات في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع.
  • كشف الأنماط المختلفة في رسائل وسائل الإعلام ومحتواها بشكل عام.[١]



المراجع

  1. ^ أ ب "Content Analysis", publichealth.columbia, Retrieved 4/4/2023. Edited.
  2. ↑ "Content Analysis in Social Research", study, Retrieved 4/4/2023. Edited.
  3. ↑ "Content Analysis | Guide, Methods & Examples", scribbr, Retrieved 4/4/2023. Edited.
  4. ↑ "Using Content Analysis", writing.colostate, Retrieved 4/4/2023. Edited.