يمكن تعريف مقومات البحث العلمي على أنها مجموعة الأسس التي على الباحث العلمي مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار عند إجراء البحث العلمي، وذلك بسبب أهميتها، التي تتمثل في اعتماد البحث العلمي عليها،[١][٢] وفي العناوين التالية في هذه المقال،[٣][٤] استعراضٌ لهذه المقومات:[٥][٦]
تعيين الأهداف البحثية
أهم ما يجب أن تركز عليه الأهداف البحثية "موضوع البحث العلمي"؛ أي الموضوع الذي سيتطرق إليه الباحث في بحثه، والذي سيكون محور الاهتمام، وعلى الباحث تحديد هذا الموضوع واختياره، وعليه تبني الوضوح والدقة عند القيام بذلك، وبالنسبة لموضوع البحث العلمي، فقد يكون مشكلة أو ظاهرة، أو غيرهما من الخيارات، وعلى الباحث أيضًا أن يحدد ما الذي يريده من بحثه، وما هو الأساس الذي يعتمد عليه، كما عليه أن يختار موضوع البحث بناءً على تخصصه الدقيق.
تمتع الباحث بالكفاءة البحثية
الكفاءة البحثية للباحث، والتي تعتبر من مقومات البحث العلمي، تتمثل بعدد من الأمور التي على الباحث التحلي بها وإتقانها، وتشمل: قدرته على التصور والإبداع، ومعرفته بكل ما يتعلق بتقنيات وأدوات البحث العلمي المختلفة، بالإضافة إلى تحليه بالقدرة على توظيف أفكاره وما يتمتع به من مواهب لصالح البحث العلمي.
الحذاقة والبراعة في ملاحظة موضوع البحث
ذكرنا أنّ موضوع البحث العلمي قد يتمحور حول ظاهرة أو مشكلة معينة، ويجب على الباحث أن يتمتع بالدقة فيما يخص مشاهدة وملاحظة هذه الظاهرة، وهذه المشاهدة والملاحظة تتخذ عدة أشكال، بما في ذلك تحديد وجهات النظر المتفاوتة والدراسات التي تطرقت إليها (تطرقت إلى الظاهرة)، والتفكير بشأنها، والتأمل بها، إلى جانب دراسة وبحث التغيرات التي تطرأ على الظاهرة، وبالتالي التوصل إلى تفسيرات تتلاءم فيها كل من التغيرات الحاصلة والملاحظات التي تمّ التوصل إليها بعد مشاهدة وملاحظة الظاهرة بدقة.
تفسير الظاهرة من خلال الفروض
تعرف الفروض في سياق البحث العلمي على أنها حلول أو تفسيرات مؤقتة، يستعين بها الباحث بعد تحديدها من أجل التوصل لحل للمشكلة (الظاهرة) التي يتمحور حولها البحث، وتمثل الفروض إجابة محتملة عن الأسئلة التي يتناولها البحث،[٧] ومن مقومات البحث العلمي أن يقوم الباحث بوضع فروض تفسر من الظاهرة التي يتناولها بحثه، وتكون هذه الفروض بمثابة نقطة انطلاق للتوصل إلى الحقائق، وعندما يضعها الباحث، تكون أفكارًا موضوعية ومجردة، ويعتمد عليها في إجراء التجارب، بما ينصب في مصلحة الظاهرة، ولإثباتها.
التمكن من جمع الحقائق العلمية
عند جمع الحقائق العلمية، يجب أن تجري هذه العملية بكل مصداقية وشفافية، كما على الباحث عند جمعها التأكد من أخذ عدد من الأمور في عين الاعتبار، بما في ذلك جمع الحقائق العملية من مصادر ومراجع مختلفة، ومن ثم انتقائها (غربلتها)، ليقوم الباحث بعدها بتصنيف هذه الحقائق، وتقسيمها فئويًا (أي إخضاعها للتبويب/أو التقسيم التصنيفي)، وتنقيحها (دراستها بعناية)، وفي النهاية تحليلها.
إجراء التجارب
يضمن إجراء التجارب التوصل إلى "نتائج علمية" تتوافق مع "الواقع العملي"، وبالنسبة للتجارب في مجال العلوم الاجتماعية، فهناك عدد من المتطلبات التي على الباحث أخذها بعين الاعتبار عند إجراء التجارب اللازمة، وتشمل هذه المتطلبات تحليل كل من السبب، والمسبب، والحجج، بالإضافة إلى تتبع المتغيرات باستمرار، والمداومة على إخضاع الفروض للاختبار، لغاية التأكد من صحتها.
التوصل إلى النتائج واختبارها
إنّ الغاية الأساسية التي يهدف الباحث إلى تحقيقها من اختبار النتائج التي يتوصل إليها تتمثل في "إثبات صحة الفرضيات"، وعملية اختبار النتائج ومدى صحتها تجري من خلال تنقيح ودراسة النتائج المُتوصل إليها بعناية (تمحيص النتائج)، ومن ثم مقارنتها، والتأكد من تطابقها على المشاكل والظواهر الشبيهة بها.
صياغة النظريات
بعد إثبات صحة النتائج التي توصل الباحث إليها، يقوم بالاعتماد على هذه النتائج لصياغة النظريات، والنظرية عبارة عن إطار فكري، يعالج مشكلة أو ظاهرة معينة من خلال القواعد المنهجية التي يقوم عليها، وتعمل النظرية على تفسير الحقائق العلمية في نمطٍ علميٍ شامل.
المراجع
- ↑ لحاج یوسف ملیكة ، ملتقى التدریب على البحث الاجتماعي، صفحة 19-21. بتصرّف.
- ↑ بن شعیب أحمد، مدخل لمنھجیة البحث العلمي، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ بن عزوز حليمة، التخرج.pdf البحث العلمي، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ↑ ماثيو جيدير، منھجیة البحث، صفحة 16-17. بتصرّف.
- ↑ جامعة البصرة، مفهوم البحث العلمي، صفحة 2-3. بتصرّف.
- ↑ بركات عبد الحق، ماهية البحث العلمي، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ↑ هي حلول مؤقتة أو,وجود العلاقة وتسمى فروضًا صفرية. "فروض البحث العلمية"، جامعة الملك سعود، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2023. بتصرّف.