أنواع المقابلات في البحث العلمي

تعتبر المقابلة (بالإنجليزية: Interview) من الطرق التي يلجأ إليها الباحث لجمع البيانات التي تدعم بحثه، ويتم فيها توجيه الأسئلة لفرد، أو مجموعة من الأفراد، ويتم الاعتماد على إجاباتهم لتعميق الفهم بخصوص موضوع ما، أو للحصول على الحقائق، أو لتكوين المعتقدات والتوجهات،^[١] وغيرها،^[٢][٣] وتنقسم المقابلة في البحث العلمي لعدة أنواع،^[٤][٥] نستعرض أهم التفاصيل عنها في العناوين التالية في هذا المقال:^[٦][٧]

المقابلة المُنظمة (Structured interview)

يُطلق عليها أيضًا المقابلة المهيكلة، والمقابلة المُقننة، والمقابلة المقيدة، ويجهز الباحث في هذا النوع من المقابلات، وقبل إجرائها، قائمةً بالأسئلة المراد طرحها، والتي تتبع ترتيبًا معينًا، وتتكون المقابلات المُنظمة في البحث العلمي عادة من أسئلة ذات نهايات مغلقة، يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا، أو تكون الإجابة عنها من بين خيارات متعددة تكون محددة مسبقًا، ومن فوائد ترتيب الأسئلة في المقابلة المُنظمة أنها تُسهل على الباحث مقارنتها، وتحد من التحيزات، وتدعم مستوى المصداقية والموثوقية.

المقابلة غير المنظمة (Unstructured interviews)

تُسمى أيضًا بالمقابلة غير المهيكلة، والمقابلة غير المُقننة، والمقابلة الحرة، وهي على العكس من المقابلة المنظمة؛ حيث لا يطرح فيها الباحث أسئلة مُعدة مسبقًا، ويطرح عوضًا عنها أسئلة ذات نهايات مفتوحة، تكون الإجابات عنها طويلة، ولا تقتصر على خيارات محددة مسبقًا من قبل الباحث، مثل (نعم/لا)، والمقابلة غير المنظمة تشبه المحادثة، وتتسم بالمرونة، وتستمر بناءً على إجابات المشارك في المقابلة، وهي شائعة الاستخدام في مجالي العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتجدر الإشارة إلى أنّ على الباحث في المقابلة غير المنظمة تجنب طرح الأسئلة الموجهة/الأسئلة الاستدراجية، والتي يمكن أن تكون الإجابات عنها "متحيزة"؛ الأمر الذي قد يؤثر في موثوقية البحث.

المقابلة شبه المنظمة (Semi-structured interview)

يُطلق عليها أيضًا المقابلة شبه المهيكلة، وهي مزيج من المقابلة المنظمة والمقابلة المنظمة؛ حيث تجمع عناصر من هذين النوعين من مقابلات البحث العلمي، ويقوم الباحث في المقابلة شبه المنظمة بإعداد خطة للأسئلة التي سيقوم بطرحها بشكلٍ مسبق، أي أنه يحدد فكرة مسبقة عن طبيعة الأسئلة التي سيطرحها، لكن هذه الأسئلة لا تتبع صياغة أو ترتيبًا معينًا، وتكون متسمة بالمرونة، ويمكن إجراء التعديلات عليها، وتكون الأسئلة المطروحة في المقابلة شبه المنظمة ذات نهايات مفتوحة أيضًا، وهذا يسهل على الباحث مقارنة الإجابات، لكن عليه الانتباه ألا تختلف الأسئلة التي يطرحها على المشاركين اختلافات "جوهرية"، لأن هذا يؤثر على نتائج المقابلة، ويقلل من إمكانية إجراء التعميمات اعتمادًا على الإجابات التي تم التوصل إليها.

مقابلة الجماعات المركزة (Focus group)

توجه مجموعة من الأسئلة في هذا النوع من المقابلات لمجموعة من الأفراد في بيئة تخضع للإشراف؛ أي أنّ الباحث في مقابلات الجماعات المركزة يوجه الأسئلة إلى مجموعة من الأشخاص في نفس الوقت، بدلاً من توجيهها إلى فرد واحد، وخلال هذا النوع من المقابلات يتم تشجيع المشاركين على التفاعل مع بعضهم البعض، ويتم ملاحظة ردود أفعالهم، بما في ذلك لغة الجسد وتفاعلهم مع الموقف، لتكوين وجهات نظر ولجمع الملاحظات.

المقابلة الشخصية (Personal interview)

تجري هذه المقابلة بين الباحث والمشارك، ويكون تفاعلهما معًا وجهًا لوجه، ومباشر، ويعتبر هذا النوع من المقابلات الأنسب في حال رغب الباحث في توجيه أسئلته إلى شخصٍ واحد، والحديث معه بشكلٍ مباشر ووجاهي، ويستطيع الباحث في المقابلة الشخصية طرح أسئلة إضافية على المشارك لتكوين وجهات نظر أخرى بخصوص مسألة أو موضوع ما، وتتميز المقابلة الشخصية بأن مستوى الاستجابة يكون فيها أعلى مقارنةً بالأنواع الأخرى من المقابلات، كما أنها تساعد الباحث على جمع معلوماتٍ تتسم بالدقة.

المقابلة الهاتفية (Phone interview)

من الأنواع الأخرى للمقابلات في البحث العلمي "المقابلة الهاتفية"، ويقوم الباحث فيها بإجراء المقابلة عبر الهاتف، وتتميز هذه المقابلة بسهولة جمع الإجابات عن الأسئلة من خلالها، كما أنها أقل تكلفةً، مما يجعلها منها خيارًا مثاليًا في حال الرغبة بجمع المعلومات بسرعة وبتكلفة منخفضة.

المقابلة عبر الإنترنت (Online interview)

يمكن إجراء هذا النوع من المقابلات من خلال الاستبيانات، أو من خلال تطبيقات محادثات الفيديو، ومن ميزات المقابلة عبر الإنترنت أنها مرنة فيما يتعلق بمكان وُجود أطراف المقابلة؛ أي أنه لا يشترط أن يتواجدوا في نفس المكان لإجرائها، كما أنّ المقابلة عبر الإنترنت تتيح جمع المعلومات بسرعة، وبخصوص مختلف المواضيع.