تعريف الملاحظة في البحث العلمي

الملاحظة هي طريقة لجمع البيانات التي يحتاجها الباحث، وتكون من خلال المراقبة، وقد تتضمن طرقًا أخرى مثل الاستماع إلى الآخرين، أو القراءة أو اللمس، أو تسجيل السلوكيات وخصائص الأشخاص أو الظواهر، ويمكن أن تكون الملاحظة بعدة وسائل، فقد تكون عملية الملاحظة منظمة أو غير منظمة، وقد تكون علنية للأشخاص الآخرين أو سرية بحيث لا يعرف الأشخاص موضوع الدراسة، أو أن الباحث يراقبهم ويسجل معلومات عنهم، مع أن تسجيل بيانات الأشخاص دون علمهم أمر ينافي أخلاقيات البحث العلمي.[١]


الهدف الأساسي من الملاحظة هو وضع وصف دقيق لمتغيرات الدراسة، والحصول على لمحة عن خصائص الأفراد أو المجموعات أو حتى الأماكن والظواهر،[٢] ومع أنه يمكن استخدام طريقة الملاحظة في الدراسات الكمية إلا أنه يشيع استخدامها في الدراسات النوعية، وخاصةً في مجالات العلوم، والطب، والعلوم الاجتماعية.[٣]


أهمية الملاحظة في البحوث العلمية

من فوائد الملاحظة في الأبحاث العلمية ما يأتي:[٤]

  • الملاحظة طريقة مهمة لاكتشاف أشياء جديدة في البيئة، بدلًا من مجرد التخمين.
  • عندما يقابل الباحث أفرادًا بهدف جمع البيانات قد يلاحظ أشياء ومعلومات وسلوكيات قد تكون غير واعية بالنسبة للمشاركين، وقد لا يُدلون بها في معلوماتهم، ولكن الباحث يلاحظها بذكائه ومراقبته لهم.
  • الملاحظة تمكّن الباحث من الوصول المباشر إلى الظواهر التي يهتم بها بحثه.[١]
  • يمكن للباحث من خلال الملاحظة إنشاء سجل دائم للظواهر يمكنه الاستعانة بها لاحقًا في أبحاث أخرى.[١]


أنواع الملاحظة

تتم الملاحظة عند الباحثين بعدة أنواع، بناءً على هدف البحث وموضوعه، وفيما يأتي أنواع الملاحظة الثلاث:[٥]


الملاحظة الطبيعية أو البسيطة

يشيع استخدام هذا النوع من الملاحظة من قبل علماء النفس وعلماء الاجتماع، وتكون من خلال دراسة السلوك العفوي للمشاركين وفي البيئة الطبيعية لهم، وببساطة يرى الباحث السلوكيات ويسجلها في بحثه بطريقة عشوائية، ومن ثم يختار منها ما يناسب بحثه، ومن ميزات هذه الطريقة أن نتائجها دقيقة لأن الأشخاص يتصرفون بشكل طبيعي وعفوي على عكس ما يحصل في الملاحظة المنظمة، وقد تولد هذه الطريقة أفكارًا جديدة لدى الباحث، ولكن من عيوبها أن تكون على نطاق صغير وتفتقر لوجود عينة تمثيلية لمجتمع الدراسة، كما أن الباحث يحتاج لتدريب حتى يعرف البيانات المهمة من غير المهمة، وأخيرًا لا يوجد في هذا النوع معالجة للمتغيرات، وبالتالي لا يمكن للباحث أن يُنشئ علاقة بين السبب والنتيجة.


الملاحظة المنظمة

يقرر الباحث في الملاحظة المنظمة مكان إجراء الملاحظة، ووقتها، والمشاركين الذين ستتم مراقبتهم وتسجيل بياناتهم، ويستخدم الباحث نفس الإجراء مع جميع المشاركين، ويكتب الباحث وصف مفصل لسلوكيات وصفات الأشخاص الذين تتم ملاحظتهم، ومن الأسهل أن يتم ترميز السلوك وفق مقياس متفق عليه مسبقًا، كالأحرف أو الأرقام أو رموز أخرى، ومن ميزات الملاحظة المنظمة أنه يمكن تكرارها بسهولة من قبل باحثين آخرين، وتؤدي إلى بيانات بشكل أسهل وأسرع في التحليل لأنها تعتمد على الرموز والأرقام في الوصف، بالإضافة إلى أنها طريقة سريعة في جمع البيانات، ولكن من سلبياتها أن النتائج قد تكون غير دقيقة لأن الأشخاص الذين تتم مراقبتهم قد يتصرفون بطريقة غير عفوية لأنهم يعرفون ذلك.


الملاحظة بالمشاركة

في هذا النوع من الملاحظة يُصبح الباحث جزءًا من المجموعة التي ينوي دراستها، فإذا أراد إجراء دراسة عن مجموعة سكانية فيجب عليه أن يعيش معهم فترة من الزمن ويلاحظ أفعالهم وسلوكياتهم، وهنا إما تكون بشكل علني بأن يعرف عن نفسه وغرضه من التقرب منهم، أو تكون بشكل سري دون أن يعرفوا نيته من ذلك، وبالتالي يجمع معلوماته بطريقة سرية، ومن عيوب هذه الطريقة أن الباحث لن يتمكن من تدوين الملاحظات علنًا أمام المجموعة في حال اختار السرية والكتمان في مهمته، بالإضافة إلى تعرض الباحث للتحيز في حال تقرب كثيرًا من المجتمع وأصبح جزءًا منهم، وبالتالي لن تكون نتائجه موضوعية.






المراجع

  1. ^ أ ب ت "Observation", research-methodology, Retrieved 18/8/2022. Edited.
  2. "OBSERVATIONAL RESEARCH", opentext.wsu, Retrieved 18/8/2022. Edited.
  3. "What Is an Observational Study? | Guide & Examples", scribbr, Retrieved 18/8/2022. Edited.
  4. Melanie Bryant, "Conducting Observational Research", Swinburne Business Schoo, Page 6. Edited.
  5. "Observation Methods", simplypsychology, Retrieved 18/8/2022. Edited.