المنهج التوثيقي هو أحد المناهج المتبعة في البحث العلمي، وفي هذا المقال، سنتناول الحديث عنه،[١][٢] وعن أهم تفاصيله:[٣][٤]



مفهوم المنهج التوثيقي

المنهج التوثيقي، الذي يُسمى أيضًا بالمنهج الوثائقي،[٥] هو أحد مناهج البحث العلمي، ويمكن تعريفه على أنه جمع السجلات والوثائق التي يتمحور محتواها، ويكون مرتبطًا، بموضوع البحث، والمشكلة التي يتم تناولها فيه، ومن ثم العمل على تحليل محتوى هذه السجلات والوثائق، من أجل التوصل إلى أدلة وحجج يمكن توظيفها لبرهنة وإثبات الإجابات عن الأسئلة في البحث، وعلى الباحث عند جمع السجلات والوثائق توخي الدقة، والانتباه إلى محتواها وارتباطه بالبحث، كما يُعرف المنهج التوثيقي على أنه رجوع الباحث إلى ما يتوفر من مراجع ومصادر موثوقة، والتي تتضمن معلومات ومحتوى يتناول موضوع بحثه، ويجب أن يتمتع هذا المحتوى بالدقة، ويساعد الباحث في تحقيق النتائج المرجوة من البحث.


خطوات تطبيق المنهج التوثيقي

تجدر الإشارة إلى أنّ المراجع والمصادر التي يتم الرجوع إليها في المنهج التوثيقي تكون "معاصرة وحديثة"؛ أساسية وثانوية على حد سواء، وتطبيق هذا المنهج يجري من خلال اتباع عدد من الخطوات، والتي تشمل ما يلي:

  • تحديد مصادر البحث: الخطوة الأولى هي قيام الباحث بتحديد المصادر والمراجع التي سيجمع منها المعلومات، وهذه المصادر تكون أساسية وثانوية، بما في ذلك الكتب، والسجلات، والإحصاءات الرسمية، والتقارير، والوثائق، وغيرها.
  • تقويم مصادر البحث: في هذه الخطوة، يقوم الباحث العلمي بتقييم المصادر، وما تتضمنه من معلومات، للتأكد من أنها مصداقيتها، وأنها دقيقة، وموثوقة، ويكون تقويم مصادر البحث من خلال إخضاعها للنقد الخارجي، عبر التأكد من صحة المصدر وموثوقيته، والنقد الداخلي، من خلال التأكد من المعلومات والمحتوى في هذه المصادر.
  • تفسير المعلومات: أو تحليل المعلومات، وتحظى هذه الخطوة بأهمية كبيرة في البحث العلمي؛ فهي التي يقوم الباحث من خلالها بالحصول على البراهين والأدلة من المعلومات التي جمعها، ويستخدمها للإجابة عن أسئلة البحث.
  • جمع أطراف موضوع البحث: الخطوة الأخيرة من خطوات المنهج التوثيقي هي "جمع أطراف موضوع البحث"، بالإضافة إلى عرض النتائج والتوصيات، وتشمل أطراف موضوع البحث: ملخص البحث، ونتائج البحث، وتوصيات البحث، إلى جانب التوصيات المتعلقة بالبحوث المستقبلية.


تطبيقات المنهج التوثيقي

بعد تناولنا لخطوات تطبيق المنهج التوثيقي، نأتي إلى تناول التطبيقات الخاصة بهذا المنهج، والمقصود بتطبيقات المنهج التوثيقي هنا "الأهداف" التي يجري من أجل تحقيقها تطبيق هذا المنهج، وتشمل هذه التطبيقات ما يلي:

  • وصف الظاهرة.
  • استخدام المنهج التوثيقي لتوضيح العلاقة، وتوضيح مقدارها.
  • التوصل إلى استنتاجات بخصوص الأسباب التي تقف وراء سلوك محدد.
  • التعرف على الأثر الذي تتعرض له الاستجابات الخاصة بأفراد العينة نتيجة لعامل الزمن.


مميزات وعيوب المنهج التوثيقي

هناك مجموعة من المميزات والعيوب التي يتسم بها المنهج التوثيقي، والتي نستعرضها في النقاط التالية:

  • تشمل مميزات المنهج التوثيقي الشمولية في بحث الظاهرة؛ فالمنهج التوثيقي "شامل" عندما يتعلق الأمر بتناوله للظاهرة التي يتمحور حولها البحث العلمي، وتتمثل هذه الشمولية بما يقوم به الباحث من وصفٍ للظاهرة، وتوضيحٍ للعلاقة، والتوصل لاستنتاجاتٍ بخصوص "الأسباب ذات الأثر"، ويقوم الباحث بهذه الأمور في وقتٍ واحد.
  • من المميزات الأخرى للمنهج التوثيقي عدم الاعتماد على التحليل الكمي؛ حيث إنّ عدم اعتماد المنهج التوثيقي على التحليل الكمي له فوائده، والتي تشمل تسهيل أسلوب تطبيق المنهج، بالإضافة إلى تعزيز ارتباطه بالواقع والحقيقة.
  • أما عيوب المنهج التوثيقي، فهي تتمثل بتأثره بـِ "ذاتية الباحث"؛ حيث يمكن أن تظهر هذه الذاتية عند بحثه عن المصادر، أو عند تقييمها، وإخضاعها للنقد، أو تفسيرها/تحليلها، والمقصود بذاتية الباحث هنا أن يقوم بهذه الأمور من منظوره الشخصي، وهذا قد يؤدي به إلى غض الطرف عن بعض البراهين والأدلة التي تتعارض مع آرائه.


المراجع

  1. عبد الحفیظ قادري ، البحث الوثائقي، صفحة 1-5. بتصرّف.
  2. فارس رشيد البياتي، الحاوي في مناهج البحث العلمي، صفحة 101-104. بتصرّف.
  3. هند عبدالعزيز الربيعة، الوصفي .pdf منهج البحث الوصــــفي الوثـــــائقي، صفحة 19-22. بتصرّف.
  4. عبد الحفیظ قادري، البحث الوثائقي، صفحة 13-16. بتصرّف.
  5. أحمد محمود عيساوي، المدخل الوجيز إلى مناهج البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، صفحة 95. بتصرّف.