يعود الفضل في توسّع المجالات الأكاديمية إلى ما يقدّمه الباحثون من بحوث علميّة كل يوم، لكنّ البحث العلمي الجيد يعني أكثر من مجرد اختيار موفّق لعنوان البحث، وجمع البيانات حول موضوعه وتحليلها، إذ يجب أن يتمتّع بمجموعة من الخصائص التي تعتبر أسساً تصنّف على أساسها البحوث حسب جودتها فيما بعد.[١]


خصائص البحث العلمي الجيد

جودة السؤال البحثيّ

يحدّد سؤال البحث الطريق الذي سيسلكه الباحث طوال بحثه، والخطوات التي سيسير عليها خلال رحلته البحثية، بالإضافة إلى أنّه ما سيحدّد نطاق الدراسة، لذا يُعتبر اختيار سؤال بحثي جيّد في أساسه أساساً لجودة هذا البحث ككل، وقد اقترح مجموعة من الباحثين بعض السمات التي يصنّف على أساسها سؤال البحث بأنّه جيد وهي: أن يكون قابلاً للإجابة عليه، ومثيراً للاهتمام، ومتّصلاً بموضوع البحث، ومحدّداً، وأخلاقيّاً،[١] ومن الأمثلة على أسئلة البحث التي يمكن طرحها لتمثّل بحثاً موضوعه الفقر وتأثيره على المجتمع والأطفال بشكل خاص ما يأتي:

  • ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة الفقر؟
  • ما هي انعكاسات الفقر على أطفال المجتمعات الفقيرة؟
  • ما هي الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتخليص المجتمعات من هذه الظاهرة؟


اختيار منهجية البحث المناسبة

يشير مصطلح منهجية البحث إلى الإجراءات، أو التقنيات المنهجية التي يتّبعها الباحث للتأكّد من موثوقية نتائج بحثه وصحّتها، وتبعاً لنوعية البحوث والبيانات التي تتضمّنها هذه البحوث، فإن منهجيات البحث تنقسم إلى منهجية البحث النوعي التي تُعنى بجمع وتحليل البيانات غير العددية مثل اللغة، والسلوكيات، والخبرات وغيرها، ومنهجية البحث الكمّي التي تُعنى جمع البيانات العددية وتحليلها، بالإضافة إلى المنهجية المختلطة التي تأتي وسطاً بين المنهجيتين السابقتين، أمّا عن أساس استخدام نوع المنهجية الملائمة فيتبع لعدّة أمور منها ملاءمتها لسؤال البحث، وأهدافه، ونوع البيانات فيه.[١]


اتّباع منهجية محدّدة ومنظّمة

إنّ من متطلبات البحث العلمي التحقق من النتائج، وهو ما يفرض على الباحث اتّباع منهجية معيّنة من الإجراءات، وتنظيمه بطريقة صحيحة بحيث ترتبط فيه النتائج بأسئلة البحث وأهدافه، وأن تتسلسل تسلسلاً تصاعدياً بدءاً من أسئلة البحث وأفكاره، إلى فرضياته فنتائجه، بالإضافة إلى ارتباط الدلائل التي قدّمها الباحث بالنتائج التي توصّل إليها بشكل طبيعي ودون تحيّز.[٢]


الموضوعية

تُعد الموضوعية من السمات الأساسية للبحث العلمي الناجح، وتعني تقديم النتائج بتجرّد، وكما هي بعيداً عن رغبات الباحث الشخصية وميوله، واعتقاداته، إذ إنّ على الباحث أن يتبع نهجاً علمياً في بحثه معتمداً على الحقائق والنظريات وحسب، وكلما كان البحث أكثر موضوعية كان أجدر بالثقة.[٣][٤]


مراعاة الأمانة العلمية

إنّ من صفات البحث العلمي الجيد مراعاة الأمانة العلمية، والتي تعني عدم ذكر أفكار باحثين أو مؤلفين آخرين دون الإشارة إليهم، والدقة في ذكر الهوامش بحيث يمكن لأي شخص العودة إلى المصادر والمراجع متى أراد، بالإضافة إلى المحافظة على الأفكار أو الآراء كاملة دون بتر بداعي التحيِّز أو اتّباع الرأي الشخصي، بل يجب ذكرها كما هي بكل حياد، والاعتماد على المصادر المعترف بها، وهذا ما تقتضيه الأمانة عند الأخذ، ومن أوجه الأمانة أيضاً الأمانة عند نقل المعلومة، والتي تعني انتهاج طرق البحث العلمي وأدبياته، أمّا الأمانة عند الطرح فتعني نقل أفكار الكاتب دون الحياد عن الأفكار التي أراد إيصالها، بتحريف كلامه واستنباط ما لا يصح استنباطه منه، والأمانة العلمية هي تدليل على جودة البحث العلمي وأصالته.[٥]


الدقة

على البحث العلمي أن يتّسم بالدقة، وذلك ينعكس في تطابق الأهداف التي وضعها الباحث في بداية بحثه مع ما حصل عليه من نتائج نهائية.[٢]


الأخلاقية

يجب أن يراعي العمل البحثي الجوانب الأخلاقية، والمبادئ، والمعتقدات السائدة في المجتمع ليلاقي قبولاً عاماً، لا سيما أنّه يقع ضمن إطار البيئة البشرية في النهاية.[٢]


ثبات النتائج

يُعنى بالثبات الحصول على نفس النتائج التي توصّل إليها الباحث في نفسه إن تم اتباع نفس الطريق في جمع وتحليل البيانات، إذ يعني هذا التكرار دقة النتائج وصدقها، ويدل على أنّ الحقيقة هي أصل النتائج لا الصدفة، وثبات النتائج سمة أساسية ليعتبر البحث موثوقاً.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Imed Bouchrika, "Top 10 Qualities of Good Academic Research", research, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Edeh Samuel (13/3/2022), "10 Major Characteristics of Scientific Knowledge/ Research", bscholarly, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  3. "Five Characteristics of the Scientific Method", sciencing, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  4. "Scientific Objectivity", plato.stanford, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  5. هاجر بوزناد، "‫الأمانة في البحث العلمي بين الواقع والمأمول"، بوابة البحث، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022.