مفهوم الموضوعية في البحث العلمي
الموضوعية هي سمة بارزة وأساسية يجب أن تتوفر بالأبحاث العلمية لتكون هذه الأبحاث صحيحة وذات قيمة علمية عالية، والموضوعية تعني حياد الباحث عن نتائج دراسته، وعدم تأثره بتجاربه الشخصية أو أفكاره أو معتقداته، وعدم إسقاطها على دراسته، بالإضافة إلى عدم إطلاق حكم مسبق على نتيجة الدراسة قبل تحليل البيانات الموجودة لديه،[١] ويجب أن يكون الباحث موضوعيًا في كافة مراحل البحث العلمي، من اختيار الموضوع مرورًا بالمشكلة والفرضية واختبار النظرية وإجراء التجربة العلمية انتهاءً بتحليل البيانات واستخلاص النتائج منها، والموضوعية هي أساس العلم والمعيار المثالي له.[٢]
مفهوم الذاتية في البحث العلمي
الذاتية هي تأثير ذات الباحث ومعتقداته وآراؤه وأحكامه المسبقة على البحث العلمي وعلى النتائج المنبثقة عنه،[١] وهي صفة تُطلق على الباحث الذي يعتقد أن شيئًا ما صحيحًا من وجهة نظره هو ومن منظوره الفردي فقط دون أي يأخذ أي معايير خارجية بعين الاعتبار،[٣] ويمكن أن يُطلق عليها اسم التحيّز، أي أن أفكار الباحث وأحكامه السابقة تجعله عرضة للتحيّز تجاه عينة محددة من الدراسة، أو تجاه نتيجة يريد هو الوصول إليها، أو حتى من خلال اختيار المشكلة أو الفرضية أو التجربة العلمية التي يعتقد أنها ستوصله إلى النتيجة التي يريدها هو، والباحث أحيانًا لا يقصد التحيّز والذاتية، ففي بعض الأحيان يكون التحيّز ضمنيًا وخارجًا عن إرادته وإدراكه، وأحيانًا يكون التحيّز مقصودًا.[١]
كيفية اتباع الموضوعية في البحث العلمي
أن يكون الباحث موضوعيًا ليس بالأمر السهل، بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبارات عدة أمور وأن يسعى جاهدًا لتطبيقها ليبقى موضوعيًا بعيدًا عن الذاتية والتحيّز، وفيما يأتي بعض الأمور الهامة التي يجب تطبيقها لتحقيق الموضوعية في البحث العلمي:[٣]
- يجب أن يضع الباحث بعين الاعتبار ضرورة أن لا يضع في باله فكرة أنه يعرف ما سيتوصل إليه في بحثه، بل يجب أن يقتنع بأنه لا يعرف شيئًا، وأن البيانات الموجودة بين يديه هي التي ستوضح له الصورة العامة عن مشكلة الدراسة، وهنا يجب على الباحث أن يركز على هدف بحثه؛ وهو أن يصل إلى النتائج الفعلية والحقيقية الموجودة على أرض الواقع لا الوصول إلى النتائج التي يريدها أو يتوقعها هو.
- عند وضع الفرضية الأولية ومشكلة البحث وسؤاله يجب على الباحث أن يكتبها بلغة حيادية بعيدة عن التلميح لأي نتيجة.
- يمكن للباحث أن يكون موضوعيًا باختيار عينة دراسته من خلال اختيار طرق جمع العينة العشوائية.
- للحفاظ على الموضوعية خلال جمع البيانات من عينة الدراسة يفضل إبقاء الأشخاص قيد الدراسة غير مدركين أنهم يخضعون لتجربة حتى يُدلوا بالمعلومات الحقيقة التي لديهم دون تحيّز، ويكون ذلك من خلال استخدام تقنية العينة الضابطة أو مجموعة التحكم.
- عند تسجيل البيانات بشكل صحيح وتحليلها بطرق علمية سيحافظ الباحث على الموضوعية، ويجب أيضًا أن يفسر النتائج بعيدًا عن تحيزاته الثقافية.
أنواع التحيّز في الأبحاث العلمية
فيما يأتي أنواع التحيّز الأساسية التي قد يقع بها الباحث العلمي:[٤]
- التحيز في اختيار عينة الدراسة: قد يكون الباحث غير واعٍ للعينة التي يختارها في بحثه، ويختار عن غير قصد الأشخاص الذين سيوصلونه إلى المعلومات التي يريدها هو أو التي يتوقعها.
- تحيز الملاحظة: يسمى أيضًا بتأثير هوثورن، وهو التأثير الذي يحصل على عينة الدراسة عندما يعلمون أنهم موضع اختبار واستجواب ومراقبة، وهنا قد يدلون بمعلومات غير دقيقة ومبنية على تحيّز منهم، وهذا الأمر ليس خطأ الباحث، ولكن عليه أن يجمع بياناته بطريقة خفية دون أن تعلم عينة الدراسة بذلك أو دون أن تعرف ما إذا كانت هي العينة الضابطة أو عينة الاختيار.
- التحيّز في تحليل البيانات: قد يتحيّز الباحث من غير قصد إلى البيانات التي تؤكد فكرته أو توقعه ويتجاهل البيانات الأخرى.
المراجع
- ^ أ ب ت "Objectivity in Scientific Research", study, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ↑ "Scientific Objectivity", plato.stanford, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ^ أ ب "Objectivity", science.jrank, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ↑ "Common sources of bias", understandinghealthresearch, Retrieved 6/3/2023. Edited.